فضيحة تجسس عالمية: القضاء الأمريكي يدين شركة إسرائيلية في أكبر اختراق لواتساب
واشنطن – 19 أكتوبر 2025
في حكم تاريخي، أدانت محكمة أمريكية شركة NSO Group الإسرائيلية بعد تورطها في واحدة من أخطر عمليات التجسس الرقمي في العقد الأخير، استهدفت تطبيق واتساب المملوك لشركة ميتا، وأثارت موجة غضب عالمي ضد ممارسات إسرائيل في مجال الأمن السيبراني.
حجم الاختراق وطريقة عمله
القضية تعود إلى عام 2019، حين اكتشفت واتساب أن برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس استغل ثغرة أمنية خطيرة في التطبيق، مكنته من اختراق هواتف المستخدمين عبر مكالمات فيديو دون الحاجة إلى الرد عليها.
الهجوم كان من نوع Zero-Click، أي لا يتطلب أي تفاعل من الضحية، مما جعله بالغ الخطورة. وبحسب التحقيقات، تم استهداف أكثر من 1,400 مستخدم في أكثر من 20 دولة، بينهم صحفيون، نشطاء حقوق إنسان، ومحامون، ما كشف عن شبكة تجسس عابرة للحدود تهدد الخصوصية العالمية.
الحكم القضائي
- حظر دائم على NSO يمنعها من استخدام أو محاولة استغلال واتساب مستقبلًا.
- غرامة مالية بلغت 4 ملايين دولار بعد تخفيضها من 167 مليونًا، مع تأكيد المحكمة أن أفعال الشركة تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الأمريكية.
إدانة سياسية وأخلاقية
هذه الفضيحة لم تعد مجرد نزاع قانوني، بل تحولت إلى إدانة دولية لإسرائيل التي سمحت لشركة NSO بتسويق أدوات تجسس استُخدمت ضد حكومات، منظمات، وأفراد حول العالم. منظمات حقوقية وصفت الحكم بأنه رسالة قوية ضد عسكرة الفضاء السيبراني وتحويل التكنولوجيا إلى أداة قمع ومراقبة.
لماذا يهمنا هذا؟
القضية تكشف عن حرب خفية تديرها شركات إسرائيلية تحت غطاء الأمن القومي، وتثير تساؤلات حول دور الحكومات في حماية مواطنيها من برامج تجسس عابرة للحدود. كما تضع إسرائيل في قلب جدل عالمي حول شرعية تصدير أدوات المراقبة التي تهدد الديمقراطية وحرية التعبير.